إستيقظتي أخيرا ...


إستيقظتي أخيرا ...

    -تنتابني برودة مفاجئة أبحث عن الإزار فلا أجده ؛ و أشعر بعطش شديد فأستيقظ مٌتثاقلة ؛ لكن أين النور ؟ لماذا لايعمل  زر الكهرباء ؟ أتلمس طريقي في الظلام ؛فجأة يضاء المكان
أتصلبُ من الخوف ؛ من هذا الرجــل ؟ ماالذي يفعله هنا ؟ كيف دخل البيت ؟ من هو ؟ يرتدي سترة بها خطوط بيضاء و سوداء  وفي وسطها رُسم الرقم سبعة ...
يتقدم نحوي ببطء شديد ؛ إنه يعرج حتما ؛ أنادي على زوجي و أنا أرتجف رعبا  : هناك رجل غريب في بيتنا إستيقظ ....
لاأحــد يستجيب ؛  ؟؟؟ هل أنت جني ؟ أتلو  المعوذتين بصوت مرتفع وأنا أرتجف ...يقترب أكثر وأصرخ يائسة مستسلمة...
-إستيقظتي أخيرا ...أفيقٌ على صوت زوجي ...
-أين أنا ؟ أين إختفيتَ ؟ أين ذهب الأعرج ؟
-إنه كابوس فقط , لاتخافي أنا معك ِ..
أتصببُ عرقًا وأنا أرتجف ؛ أستعيذ بالله ..؛إنها الواحدة و سبع دقائق صباحًا ...أعود للنوم والخوف مازال يسكنني وصورة الأعرج لاتفارقني ...
    -مرت سبعة أشهر ....
الحافلة تسير كأنها سلحفاة ؛ هناك خلل ما  أكيد ؛ يتحدث زوجي بضجر..
-أتعلم لو إخترنا مدينة الساحل لكان أفضل ؛ لا أدري لماذا أصريت على زيارة هذه المدينة التي لاتحوي سوى أعمدة منهارة ومسرحا خاليا من الحياة ...
-أنت تحبين البحر لذا تتذمرين ؟ أفضلُ صحراء قاحلة خالية من البشر على مكان تصطف فيه الأجساد العارية من كل الأشكال و الألوان و الأحجام
أضحك و أوافقه الرأي بيني وبين نفسي ؛ خلص إذن تحمل بطء الحافلة وطول الرحلة ؛ لا أدري متى سنصل؟ الشمس ستغرب  ...
-الحمد لله لم يبق الكثير ؛ لما نصل سنبيت في فندق ومع الصباح سنبدأ التجوال...
-إن شاء الله ...لاتنسى قولها دوماً
-إن شاء الله طبعا..
رائحة بنزين حادة وصوت إنفجار ..توقفت الحافلة ...ربما إنفجرت العجلات هكذا يصيح زوجي..
يا للحظ السيئ ؛  قالت المرأة التي بجانبي  ؛ ولأن وجهتنا كانت المحطة الأخيرة فقد نزل كل المسافرون تقريبا في أوقات سابقة ؛ لذا كانت تلك المرأة هي الوحيدة ..
شاهدتُ أيضا كهلاً و طفلا صغيرا ,السائق ,قاطع التذاكر وذلك المراهق الذي لم يتوقف عن سماع الأغاني طيلة الرحلةكانوا ستة وزوجي سابعهم؛ إشارة المرور في الطريق تحذر من منعطف جبلي ضيق
وأقرأ بجانبها "7كلم..." تفصلنا 7 كليومترات عن المدينة ؛ والظلام يسدل أستاره ....
يستحيل أن تتقدم الحافلة خطوة جديدة للأمام ؛ ولاسيارت تمر بهذا الطريق ؛ لننتظر حتى تشرق الشمس ...قال السائق جملته بعد طول صبر وصراع في محاولة لإصلاحها ...
-بدل أن ننام في فندق سنقضي ليلتنا في الحافلة ؛بدأ التشويق يازوجي العزيز ... أعلقُ بمرح . 
يقتلون الوقت بالحديث والثرثرة ؛بدوناكعائلة ...كنتُ متعبة جدا وأشعر بالنعاس ....غرقتٌ في النوم ....

-إستيقظتي أخيرا ...قالها بمرح شيطاني؛ كان يتأملني ؛ يرتدي سُترة تتدرج بين الأبيض و الأسود ؛ يقترب شيئا فشيئا مني وهو يسير في رواق الحافلة الطويل الخالي...
 إنه يعرج ؛ أصرخ بجنون...لا أحد يستجيب ...لا أحد ... آخر ما لمحته ساعة الحافلة تشير إلى الواحدة وسبع دقائق...

                                                                                                           بقلم : mounira1104
?????????
0 ?????????

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire